الاثنين، 10 نوفمبر 2008

الإإغتصاب قديما





تنوية: هذا البحث منشور بأسمى فى : مجلة كلية الآداب، جامعة بنها، العدد الرابع عشر ، يناير 2006م.

تصوير الاغتصاب على الفخار الإغريقى ذى الطراز الأحمر على الأرضية السوداء فى العصر الكلاسيكى *


الاغتصاب يمكن تعريفه بأنه الرعب الصامت الذى يترك ضحاياه وهم يشعرون بالخيانة والتمزق والضياع فى سلسلة من العار والذنب والخوف لا نهاية لها، ومفهومه اللغوى أن يسلب طرف أى شىء بالقوة دون موافقة الطرف الآخر المأخوذ منه هذا الشىء، وللاغتصاب معانى كثيرة لا يقف مفهومها عند حد معين بل هناك أشكال متعددة منه، فاغتصاب الحرية من شخص آخر وجعله عبدا نوعا من اغتصاب البدن و النفس، كذلك اغتصاب الأرض والمال... الخ، ويأتى على رأسهم الاغتصاب الجسدى.

تزخر الأسطورة الإغريقية بالعديد من القصص التى تروى عملية الاغتصاب الجسدى سواء بين الأرباب، أو بين الأرباب والبشر، ويتبين من خلال تلك القصص أن من يحاول ارتكاب تلك الفعلة ينتهى أمره بالعقاب الرادع الذى يصل إلى حد الموت([1]).

بينما يتناول الفن الإغريقى على الفخار فى العصر الكلاسيكى تصوير عملية الاغتصاب الجسدى بشكل رائع، وقد أقتصر الباحث على نوعية الطراز الأحمرRed-figure فى العصر الكلاسيكى، لأنه يتمتع بمناظر كافية للتعريف بموضوع البحث، فلم يقتصر على تصوير شكل الاغتصاب فحسب فقط، بل يمكن من خلال تتبعه تبين مراحل مختلفة للاغتصاب.

يحاول الباحث من خلال تلك الدراسة توضيح مفهوم الاغتصاب المصور على الفخار، وما يقوم به مرتكب عملية الاغتصاب عن طريق تتبع مراحل استباحة جسد الآخرين فى عملية جنسية لا ترضى عنها الضحية المغتصبة.

تظهر أولى تلك المراحل من خلال تصوير على كأس للشراب فخارى من نوع كيليكسKylix ([2])، للمعبود زيوس Zeus مختطفا الأميرة الفينيقية إيروبا Europa([3]) عبر البحر الى جزيرة كريت(صورة رقم 1).

عبر الفنان عن الاغتصاب عبر الحيلة التى لجأ إليها زيوس باتخاذه هيئة الثور([4])، وذلك لكى يطمأن قلب المختطفة ولا تشك فى نية خاطفها، إلا أن الفنان قد أبرز من خلال المنظر المفاجأة التى لاقتها إيروبا من خلال التعبير الذى يصوره على وجهها والنظرة الحزينة المرسومة عليه، وعلى الرغم مما يبدو من تشبثها بقرن الثور –زيوس- إلا أن جسدها فى وضع غير مستريح، فى محاولة منها للفرار من على ظهر الثور، فهى لا تصور جالسة على ظهره، بل تحاول النزول من عليه، بينما يقبض عليها الثور بقدميه الخلفيتين والأماميتين وانحناءة جسده للداخل، هذه المرحلة أو الحيلة التى لجأ إليها المعبود زيوس يمكن تصنيفها كأولى مراحل عملية الاغتصاب أو ما يمكن تسميته بمرحلة التخطيط للاغتصاب.

يتبين من خلال تصوير آخر على كأس للشراب فخارى من نوع كيليكس محفوظة بمتحف بوسطن([5])، مرحلة أخرى من مراحل عملية الاغتصاب، وذلك من خلال تصوير لحظة خطف الكنتاوروس نيسوس Nessos ([6]) لديانيريا Deianeria ([7]) تمهيدا لاغتصابها، ووجود هيراكليس Herakles لينقذها([8])( صورة رقم 2).

يصور المنظر الكنتاوروس ملتحيا ويظهر الفنان الرغبة الجنسية من خلال وحشيته فى حمل ديانيريا وتطويقه إياها بكلتا يديه بالقوة عند وسطها ليرفعها عن الأرض، بينما تستنجد المختطفة رافعة يدها اليمنى وباسطة أصابعها المرتعشة باتجاه هيراكليس الواقف الى الخلف من الكنتاوروس ورافعا يده اليسرى ليمسك بذراع المختطفة، بينما يقبض بقوة على هراوته ليهم بها على الكنتاوروس لينقذ الفتاة المخطوفة.

تتضح مرحلة الاختطاف من خلال حركة أذرع جميع الشخصيات بالمنظر المصور على الرغم من تصوير المختطفة مغلقة لفاها، إلا أن الفنان قد أظهر الرغبة القوية فى الاغتصاب فى قوة قبضة الكنتاوروس والتشبث بها على الرغم مما سيتعرض له من ضربات هراوة هيراكليس، بينما أظهر الرفض من قبل المختطفة من خلال حركة رأسها باتجاه هيراكليس منقذها وبسط ذراعها الأيمن باتجاهه، مع مقاومتها الخفيفة بحركة قدميها التى تدفع بجسدها للخلف.

يتبين كذلك أن المنظر المصور ما هو إلا لحظة الاختطاف من خلال هيراكليس المنشغل بعملين، أولهما فك أسر الفتاة من قبضة الكنتاوروس عن طريق إمساكه بيدها اليمنى، والثانى هو السيطرة على الكنتاوروس برفع هراوته تجاهه، إلا أن هيراكليس هنا لا يهتم بالمختطف أكثر من اهتمامه بالمخطوفة كما تشير نظراته إليها والتفاف رأسه، وبناء على ذلك يمكن تصنيف ما أرتكبه الكنتاوروس بالمرحلة الثانية من عملية الاغتصاب أو مرحلة الخطف أو التحايل على المغتصب.

ربما تمثل عملية الاختطاف المرحلة الثانية تمهيدا للمرحلة الثالثة من عملية الاغتصاب، إلا أن الفن الإغريقى على الفخار لم يكتف فقط بتصوير مفهوم الاغتصاب الجنسى، بل أضاف له مفهوم الاغتصاب النفسى، وهو أخذ بالقوة لشىء ضد الرغبة، حيث صور على أنية فخارية من نوع هيدرا Hydria محفوظة بالمتحف البريطانى([9]) عملية خطف لأبنتا ليوكيبيديس Leukippides([10])، اللتان تحملان بالقوة من أمام زوجيهما من قبل ديوسكوروى Dioskouroi([11])، فى حضرة المعبودة أفروديت([12])الجالسة على المذبح، ومن أمامها تقف بيثو Peitho([13]) التى تلعب دور الإغراء للفتاتين (صورة رقم 3 أ،ب).

يذكر من خلال الأسطورة أن أفروديت بنفسها حضرت مأدبة الزفاف لتشاهد فعلة الديوسكوروى اللذان خطفا الأختين من بلدتهما "مسينيا" إلى اسبرطة ليصيرا زوجاتهما بالقوة، وقد ضحكت كثيرا عندما رأتهما يحملان بنتى ليوكيبيديس وتزوجاهما دون أن يقدما لأبويهما هدية الزفاف، أى ضد رغبته وهذا هو المقصود بالاغتصاب النفسى، فعلى الرغم من أن المشهد يصور فى حفل زواج يجمع بين العروسين، وأن العريسان قاما بخطف زوجتيهما لا بغرض الاغتصاب الجسدى، إلا أن الإغتصاب الممثل هنا هو عمل شىء ضد رغبة والديهما، وبه أيضا عنصر المفاجأة التى لابد وأن تتوفر لاكتمال عملية الاغتصاب.

كما يتضح من خلال الموقف المصور أن الفتاتين قد اختطفتا ضد رغبتهما، وهو ما يبدو فى القوة التى تحمل بهما، بالإضافة إلى المقاومة التى تبديها الفتاة المتطايرة فى الهواء وكأنها تقاوم الاتجاه التى تقاد إليه.

صور على كأس آخر للشراب من نوع كيليكس ([14]) مرحلة أخرى لعملية الاغتصاب، حيث صور أحد الساتير Satyr ([15] )وهو يحاول السيطرة على الميناد نيمفى Nymphe ([16]) والتودد إليها بتقبيلها(صورة رقم 4)، بينما يقبض بقوة على يدها اليمنى ليوقف حركتها، ويبدو أن الميناد قد فوجئت بتلك الحركة من الساتير، ويظهر ذلك من اتجاه حركة قدميها المبتعدتين عن مكان الساتير، وانفراج أصابع يدها اليمنى وكأنها تستجمع قوتها لفلت يدها من قبضته، هذا بالإضافة إلى قبضتها القوية على العصا التى تحملها بيدها اليسرى وكأنها على وشك استخدامها ضد الساتير.

يمكن تصنيف تلك المرحلة من الاغتصاب بالمرحلة الثالثة من تلك العملية وهى محاولة السيطرة على المغتصبة من قبل مرتكب عملية الاغتصاب ومقاومة المغتصبة، إلا أنه يلاحظ على تلك المرحلة أن هناك دائما صراعا بين الطرفين وأن مرتكب الاغتصاب يكون دائما منشغلا بجسد المغتصبة، التى تكون أكثر إدراكا فى تلك اللحظة وتحاول بكل ما تملك من قوة دفع الأذى عنها.

مثلت أيضا المرحلة الثالثة من الاغتصاب والتى تمثل محاولة السيطرة على المغتصبة على إناء فخارى من نوع بيليكى Pelike ([17]) (صورة رقم 5)، حيث يصور الساتير مندفعا خلف نيمفى بغرض اغتصابها وهو ما يبدو من الحركة السريعة لقدماه والتى أبرزها الفنان من خلال المسافة الواسعة بينهما والإتكاء على مشط القدم الخلفى للدفع بها إلى الأمام ووضعية كلتا يديه حيث يحاول الإمساك بجسد المغتصبة، التى تصور فى حالة دفاع عن نفسها عن طريق القبض بقوة على ما يشبه القمع الحديدى thyrsos وبيدها الأخرى فرع ثمرة الأناناس وتنظر باتجاه الساتير لتحدد موقع الضربة التى ستدافع بها عن نفسها[18].

لم يقتصر تصوير المرحلة الثالثة على المرأة فقط، بل تعداها ليصور مطاردة المرأة للرجل، ويظهر ذلك مصورا على كأس للشراب Kylix ([19]) حيث تصور إيوس Eos ([20]) المجنحة وهى تهرول مسرعة وتنجح فى أن تمسك بكلا يديها بالأمير الطروادى الوسيم تيثونوس Tithonos ([21]) (صورة رقم 6) محاولةً أن ترفعه لأعلى لتتخذه رفيقاً أو عشيقاً لها ويحاول الفتى القابض بيده اليمنى على الآلة الموسيقية القيثارة " ليرى lyre" ([22]) أن يخلص نفسه من قبضة المعبودة ، ويظهر الفنان رفض الفتى للخضوع لرغبة المعبودة بتصوير اتجاه جسده المخالف لحركة المعبودة لدرجة أنه قدمه اليسرى تبدو وكأنها خارج الإطار للتعبير عن رغبته الشديدة فى الهروب إلى جانب أصابع يده اليسرى المنبسطة لتعبر عن المفاجأة التى تلقاها الفتى، بينما أظهر الرغبة الجامحة التى تتملك المعبودة من خلال نظرة عينها المليئة بالشغف، واندفاعها بقوة نحوه كما يظهر من حركة قدميها المبتعدتين عن بعضهما البعض.

أما المرحلة الرابعة فيمكن وصفها بأنها لحظة الاغتصاب ذاتها وتظهر مصورة على أمفورا Amphora ([23])، حيث يظهر العملاق بروفيريونPorphyrion ([24]) لحظة هجومه على هيرا Hera، عندما ألقى زيوس الرغبة الجنسية فى صدره لمعاشرة هيرا وعندما قام برفع ردائها ليغتصبها صرخت مستنجدة، حيث يقوم زيوس برميه بالصاعقة([25])، بينما يقتنصه هيراكليس بالسهام (صورة رقم 7).

المنظر المصور هو جزء تفصيلى من الأمفورا ، يتضح من خلاله المقاومة الشديدة للشخصية المغتصبة –هيرا- فهى لم تكتف بطلب المساعدة ولكنها تحاول القبض بأطراف أصابع يدها اليسرى على درع هلالى الشكل وتهم بدفع الحربة التى تمسكها بيدها اليمنى فى اتجاه صدر من يحاول اغتصابها، والذى يظهر بالمنظر متدثرا بجلد النمر على ذراعه الأيسر ويمسك بشعلة بيده اليمنى ليدافع بها عن نفسه، ومتجها بنظره إلى أعلى حيث تظهر أرجل زيوس.

الملفت للنظر فى تصوير هذه اللحظة هو أن محاولة الاغتصاب قد باءت بالفشل وذلك لتدخل عدة عناصر، منها المقاومة التى أبدتها الشخصية المغتصبة، إلى جانب النجدة الممثلة فى الشخصيات التى تساعد عن بعد دون أى تدخل مباشر مع المغتصب.

كما صورت نفس المرحلة على إناء من نوع الكراتير Krater([26]) والمنظر يمثل هرولة كلا من أبوللوApollon وأرتميس Artemis لنجدة أمهما ليتوLeto ([27])، التى يقبض عليها العملاق تيتيوسTityos ([28]) فى حركة شهوانية بغرض اغتصابها( صورة رقم 8)، حيث يرى أبوللو وجعبة السهام محمولة خلف ظهره محاولا أن يفك أسر والدته ليتو من قبضة العملاق، بينما تقف أرتميس على الجانب الآخر رافعة يدها اليمنى لأعلى وتحمل بيدها الأخرى قوس للسهام لنجدة والدتها، بينما يصارع العملاق ليتو ويقبض بقوة على وسطها غير مدرك بما يحدث حوله ويرفعها لأعلى محاولا اغتصابها.

لم تقتصر المرحلة الرابعة من الاغتصاب على تصوير اغتصاب المرأة فقط، بل تعدتها لتصور اغتصاب الرجل لمثيله، وهو ما يظهر مصورا على كأس للشراب Kylix ([29]) تصور اغتصاب زيوس للشاب جانيميديس Ganymedes ([30]) (صورة رقم 9).

بالنظر إلى هذا المنظر يتبين أنه يجمع بين كافة مراحل عملية الاغتصاب، فلم يقتصر الفنان كما يبدو لأول وهلة للناظر على لحظة الاغتصاب الفعلية أى المرحلة الرابعة، بعد أن تمكن المغتصب –زيوس- من الإمساك بقوة بمن يغتصبه، حيث يمثل طائر الديك الذى يمسك به الشاب جانيميديس المرحلة الأولى من الاغتصاب، فالديك هو من إحدى الهيئات التى يتخفى فيها زيوس لإغواء من يريده أو خطفه وهو ما يتحقق فيه عنصر التخطيط، بينما تمثل نظرة الشاب نفسها إلى العضو الذكرى لزيوس المرحلة الثانية وهى عنصر المفاجأة، أما إمساك زيوس بقوة بذراع الشاب الأيمن وثنيه للخلف مع الدفع بقدمه اليسرى فهو يمثل المرحلة الثالثة وهى السيطرة ثم إتيان زيوس للشاب من الخلف يمثل المرحلة الرابعة الفعلية لعملية الاغتصاب.

كما تصور المرحلة الرابعة من عملية الاغتصاب على أنية فخارية من نوع كراتير Krater([31])، حيث تصور داناى Danae ([32]) متكئة على أريكتها وتقوم بضم شعرها بواسطة شريط طويل بكلتا يديها، وتفاجأ بهبوط قطرات ذهبية على ملابسها أعلى فخذيها وهى حيلة لجأ إليها المعبود زيوس ليقوم بتخصيبها رغما عنها (صورة رقم 10).

يتحقق بهذا المنظر الشرط اللازم لعملية الاغتصاب وهو المفاجأة التامة، حيث تمثل القطرات الذهبية طريقة المفاجأة، كما أن اختيار لحظة الاغتصاب كان مناسبا وهى انشغال داناى بربط شعرها، فلا تستطيع أن تدفع عنها تلك القطرات بيديها، كما أن طريقة رفع رأسها لأعلى لترى تلك القطرات تؤكد على المفاجأة التى لحقت بها وهى مسترخية.

الحادثة نفسها مصورة على آنية أخرى من نوع كراتير Krater ([33]) إلا أن الجديد بها هو تصوير لحظة التخصيب نفسها أو إتمام الاغتصاب، مع الاستسلام التام للضحية المغتصبة (صورة رقم 11).

الخلاصة:

يتبين من خلال دراسة الأعمال الفنية السابقة أن هناك مراحل يقوم بها المغتصب لإتمام ما يصبو إليه، بغض النظر إن كان الاغتصاب مخطط له مسبقا أم جاء عفويا نتيجة لشهوة وقتية فاجأته عندما رأى من يريد أن يغتصبه، ويمكن تقسيم تلك المراحل إلى ثلاث خطوات رئيسية:

1- التخطيط للخطف. أو التحايل على المغتصب.

2-عملية الخطف، على أن يتوفر بها قدر كبير من المفاجأة للشخص المغتصب.

3- مرحلة محاولة سيطرة مرتكب الاغتصاب على المغتصبة ومقاومتها له.

4-عملية الاغتصاب ذاتها، الإجبار على المعاشرة الجسدية.

كما يتضح لنا من خلال الدراسة أن الشخص المرتكب لعملية الاغتصاب يصبح فى حالة نفسية وعقلية مغيبة تماما عن الوعى ولا يفكر فى أى شىء سوى فى القضاء على تلك الرغبة أو الشهوة الجنسية التى تملكته ويتبين ذلك من محاولة اغتصاب المعبودة هيرا فى ساحة المعركة، وهو مكان يصعب فيه كثيرا التفكير فى موضوع مثل الاغتصاب، كما أن ضحية الاغتصاب تحاول دائما جاهدةً أن تتخلص من ذلك الموقف، إما باستخدام ما يقترب من يدها لتدافع به عن نفسها أو بطلب المساعدة من أى شخص قريب يستطيع أن يلبى ندائها.

كما لم يقتصر موضوع الاغتصاب على المعبودة فقط رمز المرأة بل تعداه ليصور اغتصاب المعبودة -رمز المرأة- للرجل، مثل محاولة اغتصاب المعبودة إيوس المجنحة للأمير الطروادى تيثونوس، وكذلك المعبود -رمز الرجل- للرجل مثل اغتصاب زيوس لجانيميديس.

كما أن تصوير لحظة الاغتصاب نفسها لم تصور فى شكل لقاء جسدى مباشر، بل صور فى شكل رمزى مثل اغتصاب زيوس لداناى وربما يرجع ذلك إلى اعتبار الاغتصاب جريمة أو على الأقل فعل آثم لا يجب تصويره، على عكس تصوير العلاقات الحميمة بين العشاق أو الأزواج التى يزخر بها الفخار الإغريقى.


* د. محمود الفطاطرى، مدرس الآثار اليونانية والرومانية، قسم الآثار، كلية الآداب-جامعة طنطا

(1) F. Zeitlin: "Configurations of Rape in Greek Myth," in S. Tomaselli and R. Porter, eds., Rape: An Historical and Cultural Enquiry, Oxford: Basil Blackwell, 1986, pp.122-51; Lefkowitz: "Seduction and Rape in Greek Myth," , A. Laiou, ed., Consent and Coercion to Sex and Marriage in Ancient and Medieval Societies, Washington, D.C., 1993, pp. 17-37

(2) محفوظ بمالمتحف التاريخى Kunst بمدينة فيينا بالنمسا، ومؤرخ بالفترة فيما بين 330-320ق.م.

S. Horner: Greek Vases, Historical and Descriptive :with some brief notices of vases in the Museum of the Louvre and a selection from vases in the British Museum, London 1897, p.120

(3) إيروبا Europa : هى ابنة أجينور Agenor ملك تيرى Tyre والذى قام بإرسال أشقائها الخمس للبحث عنها عندما خطفها زيوس، وأنجبت من زيوس ثلاثة أطفال، ويقترن اسمها بوقت الغروب، ولذا يوجد نقاش عن أنها اصبحت ربة الليل.

M.Morford and R. Lenardon: Classical Mythology,3ed edition, Longman Press, New York 1985, pp.298; A.F.Cotterell: A Dictionary of World Mythology, Oxford University Press, Oxford 1986, pp.157-8

(4) قارن تلك الحيلة التى اتخذها زيوس كوسيلة للاختطاف مع طريقة أخرى اتبعها ولكن فى هيئة طائر الإوز ، على أنية فخارية من نوع لاتوفوروس Loutrophoros محفوظة بمتحف ماليبو Malibu بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت رقم 86.AE.680

(5) آنية فخارية مؤرخة بالفترة فيما بين 420-410 ق.م.، محفوظة متحف الفنون ببوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، تحت رقم Boston 00.344 للفنان أريستوفانيس Aristophanes:

C.H.Smith: Catalouge of the Greek and Etruscan Vases in the British Museum , Vol III, Vases of the Finest Period, London 1896, p.67, E 42; J.Pinsent: Greek Mythology, Newnes Books, London 1982, p.96

(6) نيسوس Nessos: حيوان اسطورى بجسد جواد ورأس آدمى، استطاع هيراكليس أن يتفوق عليه ويقتله عندما قام باختطاف ديانيريا، يراجع:

H. A. Shapiro: Myth into Art: Poet and Painter in Classical Greece, Routledge, New York 1994, pp.155-160

(7) ديانيريا Deianeria: هى الزوجة الثانية لهيراكليس

N.Austin: Meaning and Being in Myth, Pennsylvania State University Press,University Park, PA1990, pp. 117-118, 126-133

(8) هيراكليس Heracles: ابن المعبود زيوس من Alcmene، وهو بطل آدمى يحمل خصائص الأرباب توفى على إثر مكيدة حاكتها له هيرا زوجة والده:

T.D.Seymour: Life in the Homeric Age, Biblio and Tannen, New York 1963, p.149;M.Simpson: Gods and Heroes of the Greeks: The Library of Apollodorus, trans.: L.Baskin, University of Massachusetts Press, Amherst, MA. 1976.pp. 91 ff.; J.D. Mikalson:“Zeus the Father and Heracles the Son,” Transactions of the American Philological Association 116 (1986), pp. 89-98; J.Wilkins: Heraclidae, Oxford University Press, Oxford 1993. pp. xxv-xxvi.

(9) محفوظة بالمتحف البريطانى ، كتالوج رقم E224 ، ومؤرخة بالفترة فيما بين 420-410 ق.م. أى العصر الكلاسيكى، الفنان ميدياس Meidias Painter، لمشاهدة الآنية بالكامل يراجع :

ثروت عكاشة، الفن الإغريقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982م، ص 663، لوحة رقم 594

(10) هيلايرا و فويبى Hilaeira and Phoibe المخطوفتان الى اسبرطة، هما توأمتان للوالد ليوكيبيديس الذى كان يحكم افاريوس Aphareus بمسينيا Messenia بآسيا الصغرى وأقيم لهما معبدا على حدود مدينة اسبرطة، حيث تدعى الكاهنتين القائمتين على خدمته أيضا بمسمى ليوكيبيديس، ولهما علاقة قوية بالمعبود ديونيسيوس Dionysus، حيث يذكر أن والدهما هو من أرشد ديونيسيوس إلى مكان اسبرطة:

Pausanias: Description of Greece, trans. : W. H. S. Jones and H. A. Ormerod Loeb Classical Library, 3.16.1; M.Dillon: Girls and Women in Classical Greek Religion, Routledge, London. 2002 p.213.;R. Hard: The Routledge Handbook of Greek Mythology: Based on H.J. Rose's "Handbook of Greek Mythology", Routledge, New York 2003, pp.423-4, 528

(11) هما أخوان توأمان من والدهما المعبود زيوس Zeus وأمهما الملكة الاسبرطية ليدا Leda، ويقرنان بالبطلين كاستور وبوليديكيس Kastor and Polydeukes اللذان قاما بإنقاذ العديد من الرجال وخاصة فى المعارك وفى البحر:

M.P. Nilsson: A History of Greek Religion, Clarendon ,Oxford 1925, p.34; C. Kerényi: The Gods of the Greeks, Thames & Hudson, London 1931, pp.87, 107-108; M.Morford and R. Lenardon: op.cit., p. 323

(12) أفروديت: ربة الجمال والحب الجنسى عند الإغريق فهى من توقد تلك الرغبة فى نفوس الأرباب والبشر، عن أساطير ونشأة أفروديت ، راجع:

G.S. Kirk: The Nature of Greek Myths, Penguin Books, Harmondsworth, England, 1974, p.258

(13) بيثو : معبودة الإغراء والقول الساحر، وهى أيضا تساعد على الاغتصاب وخطف الفتيات، وهى تصاحب دائما المعبودة أفروديت:

B. Krajewski: Traveling with Hermes: Hermeneutics and Rhetoric, University of Massaachusettes Press, Amherst 1992, pp.46-7; G.A. Kennedy: A New History of Classical Rhetori, Princeton University Press,

Princeton, NJ.1994, pp.12-13

(14) محفوظ بمتحف جامعة هارفارد للفنون ، كامبريدج ، الولايات المتحدة الأمريكية، تحت رقمHarvard 1925.30.129 ومؤرخ بعام 480 ق.م.

(15) يعرف الساتير بالمتحرر أو الفاسق وهو جماعة يلازمون المعبود ديونيسوس Dionysos وهو مخلوق مهجن نصفه آدمى والآخر حيوانى:

M. Lurkar: The Routledge Dictionary of Gods and Goddesses, Devils and Demons, Routledge,New York 2004, p.167

(16) نيمفى Nymphe : بمعنى العروس أو الفتاة التى تتأهب لتصبح عروسا، وهى سيدة المياه العذبة من ينظر إليها يجن بها حبا

K. Dowden: The Uses of Greek Mytholog,y, Routledge, New York 1992, pp. 127-128; M. Lurkar: op.cit., p.139

(17) محفوظ بمتحف تامبا للفن Tampa Museum of Art بفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت رقم Tampa 86.67، ومؤرخ بالفترة فيما بين 470-460 ق.م.

(18) المنظر مصور بطريقة مشابهة على عمل فنى آخر للفنان ماكرون Makron:

G.M.A.Richter: Attic Red-Figured Vases, a Survey, Yale University Press, New Haven, New York 1946, p.82, fig.63

(19) محفوظ بالمتحف البريطانى تحت رقم London E72، ومؤرخ بالفترة فيما بين 475-425ق.م.، للفنان بينثيليا Penthesileia

T.H.Carpenter: Art and Myth in Ancient Greece, Thames and Hudson, London 1991, p.228, Fig. 322

(20) إيوس : معبودة بزوغ الفجر، ويذكر أنها والدة الملك الأثيوبى ميمنون Memnon، وقد تضرعت للأرباب لأن يمنحوا محبوبها حياة أبدية ولكنهم رفضوا:

E.Pottier: Douris and the Painters of Greek Vases, trans.:B.Kahnweiler, London 1909, p.45; H.Bloom: Homer's the Iliad, Chelsea House, New York 1987, p.126; S.Hook: Convictions, Prometheus Books, Buffalo, New Y.ork 1990, p.23

(21) تيثونوس: أمير طراودى والده الملك لاوميدون Laomedon، وقد وقعت إيوس فى حبه نظرا لوسامته الشديدة، ونتيجة لذلك عوقب من قبل زيوس بأنه لا يموت مهما تقدم به العمر:

C. Kerényi: op.cit., pp.199- 200; R. Hard: op.cit., p.47

(22) الليرى : آلة موسيقية تعرف بشكل القيثارة ، أشتهر بحملها وعزفها المعبود أبوللو :

M. L. Wolf: Dictionary of the Arts, Philosophical Library, New York 1951, pp. 39, 163, 410

(23) محفوظة بمتحف اللوفر بفرنسا تحت رقم S1677، ومؤرخه بالفترة فيما بين 400-390 ق.م.

(24) ملك العمالقة كانت الرغبة الجنسية سببا فى قتله ، قام بمهاجمة هيرا زوجة زيوس أثناء إحدى المعارك ، إلا أن هيراكليس أسرع لنجدتها:

Porphyrion and Hera: Apollodoros, The Librar, 1.6.2.; J. Fontenrose: Python: A Study of Delphic Myth and Its Origins, Biblo-Tannen, New York 1974, p.242;

(25) R.Caldwell: The Origin of the Gods: A Psychoanalytic Study of Greek Theogonic Myth, Oxford University Press, New York 1993, p.123

(26) محفوظ بمتحف اللوفر بفرنسا، تحت رقم Louvre G 164 ، للفنان أيجيسثوس Aegisthus ومؤرخ بالفترة فيما بين عامى 470-465ق.م.

C. Kerényi: op.cit.,Pl. 6b; T.H.Carpenter: op.cit., p.54, Fig. 47

(27) ليتو Leto: هى ابنة العملاقين فيوبى و كويوس Phoebe and Koios

Ibid., p. 35

(28) تيتيوس Tityos: يعنى اسمه العضو الذكرى وهو ابن المعبود زيوس و إيلارا Elara بينما يذكر أنه ابن معبودة الأرض جايا Gaia فى الأوديسا، وقد حاول الإعتداء على ليتو وهى فى طريقها الى مدينة دلفى:

R.Hard: op.cit., pp. 147-8

(29) محفوظ بمتحف أسبينا الوطنى للآثار بمدينة فيرارا بإيطاليا Museo Archaeologico Nazionale di Spina تحت رقم T212BVP، ومؤرخ بالفترة فيما بين 475-425ق.م.J.Pinsent: op.cit., p.119

(30) جانيميديس ابن تروس Tros وأمه كالليروهى Kallirhoe، وهو أحد الخدم لدى زيوس يقوم بحمل الكأس الخاص بشرابه، وهو يوصف بأنه شاب جميل بل بأنه أكثر الشباب جمالا ، لذلك خطفته الأرباب من أهله ليعمل لديهم: R.Hard: op.cit.,p.522

(31) محفوظة فى متحف هيرميتاج State Hermitage Museum، بسانت بطرسبرج بروسيا، تحت رقم St Petersburg ST 1723، مؤرخ ببداية الفترة الكلاسيكية، للفنان تريبفوليموس Triptolemos

(32) داناى : هى ابنة أكريسيوس Akrisios ملك آرجوس Argos الذى كان يخاف من نبوءة أخبرته أن ابنته سوف تحمل طفلا سيكون سببا فى مقتله ، لذلك قام بحبسها بغرفة تحت الأرض، إلا أن زيوس استطاع أن ينفذ لها من خلال السقف فى هيئة القطرات الذهبية، وحملت ببيرسوس Perseus الذى حقق النبوءة بقتل جده:

H. A. Guerber: The Myths of Greece & Rom, London 1990, pp. 184-5; T.H.Carpenter: op.cit., pp.103-108; R.Hard: op.cit., p.227

(33) محفوظ بمتحف اللوفر بباريس، تحت رقم Louvre Ca925، مؤرخة بالفترة فيما بين عامى 450-425 ق.م.

C.H.Smith: op.cit., p.352, E 711; T.H.Carpenter: op.cit., p.109, fig 144


ليست هناك تعليقات: